أحياناً قد تقودك أقدارك لحضور حفل زفاف، وتجد أنك الفعل قد وقعت في الفخ وأصبحت هناك، عليك بالحذر، وأن لا تعتقد أن بمجرد حضورك فإن عليك أن تستمر إلى آخر لحظة منه، وإليك النقاط التي عليك أن تهرب فوراً بعد حدوثها:
حين تجد الزفة قد تحولت إلى مباراة:
لو بدأ حفل الزفاف بزفة رقيقة، أتبعها دخول أم العريس للرقص معه، ثم بدأت في الاستحواذ عليه تماماً، ووجدت العروس تقف وحدها أو مع صديقاتها اللواتي يحاولن إلهائها، أعرف بأن المباراة ستكتمل إلى نهاية الحفل، وستنتهي بشجارٍ لا يسرك أن تتناثر بعده الأشياء في وجهك، فسارع بالتقاط سيلفي مع العروسين، وغادر فوراً.
حين يحمل العريس عروسه وسط الألعاب النارية:
بمجرد تسارع دقات قلبك وأنت ترى هذا المشهد الرومانسي، أعلم عزيزي أنه ليس بسبب رغبتك في أن تعيش قصة تنتهي برقصة يحمل فيها الفارس أميرته وسط الألعاب النارية ويدور دوارات كاملة بينما يتهفهف ردائها الأبيض الملائكي، بل لأن عقلك العلمي قد أدرك أن الفستان الهفهاف سيمسك بالنار وسيضطر العريس الهمام إلى فتح مطفأة الحريق في وجهها في مشهد لن تحب أن تكون أحد مشاهديه، هيا أرحل في هدوء.
حين تشدك سيدة عجوز مرحة للرقص:
تجلس بعيداً، على منضدة دائرية في نهاية القاعة، تحاول أن تتجاهل تلك الموسيقى الصاخبة، وتحاول ألا تفكر في تلك الكلمات التي لا تحمل أي معنى للبهجة من أي نوع، فتجد تلك المرأة التي هي غالباً ابنة عم زوجة خالك التي رأتك مرتين في طفولتك تندفع نحوك وتمسك بيدك وهي تسحبك لساحة الرقص، قائلة أن البنات هناك وحدهن وعليك أن تنضم إلى الشباب المرح هناك، في تلك الحالة لا تتشبث بالمقعد فتلك وسيلة غير فعالة، كل ما عليك فعله هو أن تهادنها، وتقوم معها وكأنك تستعد للدخول إلى ساحة الحرب، وبمجرد وصولك إلى هنك، تعدو فوراً نحو باب القاعة.
حين ترقص العروس وحدها والعريس يراقبها:
بينما تراقب ساحة الرقص التي يملؤها السعادة، يجلس العريس متعباً، بينما تتابع العروس الرقص وحدها، وتنسى الزمان والمكان، وتتقمص شخصية الراقصة المحترفة، تجد النيران تخرج من عيون العريس وهو ينتظر أن تنتهي الوصلة، حين يبدأ باقي الشباب في تشجيعها أرحل فوراً، فأمامك دقيقتين قبل أن يبدأ العريس في سحبها من شعرها، وقد تصبح المشكلة أكبر النسبة لك لو كان شعرها مستعاراً، فهذا يعني أن الألفاظ النابية التي ستسمعها من الطرفين ستكون أكثر من أن يمكنك احتمالها.
بعد تناول الطعام:
ارحل فورًا، لقد انتهت مهمتك بسلام. لأنه بعده ستبدأ عبارات عقبالك ومتى نراك مكانهما، فلا تترك نفسك تصل إلى تلك المرحلة الحرجة. وارحل في هدوء وسكينة وأنت راضٍ عن الحياة بعد تناولك لشرائح الديك الرومي والبيكاتا التي احتاج العريس إلى سنوات من الإدخار من أجل أن تأكلهم أنت وأمثالك.
وفي النهاية، النصيحة الأفضل هي أن تهرب من دعاوي الزفاف ذاتها، لكي لا تضطر إلى قبولها الذي دوماً ما يتبعه الندم، وفكر في أنه لو هرب الجميع، سيفرح العريس الذي سيجد أنه لن يقيم حفل زفاف، وتعم السعادة جميع الأسر حين ينتهي هذا التقليد إلى الأبد.
هل اعجبك هذا الموضوع ؟
لا يوجد تعليقات حتى الأن
إرسال تعليق