العلاقة التي بدأت بكذبة



 ما بني على باطل فهو باطل، تلك قاعدة يؤمن بها كثيرون، وهي تكاد تكون كذلك حتى في العلاقات بين الجنسين، فما بني على باطل عادة ما ينتهي باطلاً لا مجال لإصلاحه.

بدأت علاقتهما بشكل طيب، سألها عن تفاصيل معينة كان يسمعها من بعض معارفها فأنكرتها وبالتالي استمر بتطوير العلاقة فيما بينهما حتى وصلت للحب والخطبة وقبل الزواج ببضعة أيام اكتشف ذلك الشاب كل شيء، هو لم يكن الشيء الكبير أو الكارثي لكنه كان أمراً تم الكذب عليه به وسألها عنه في البداية، وعندما يتعرض الشخص منا لمثل هذا الموقف السلبي تأتي ظنونه بالأسوأ فيتصور أن ما خفي كان أعظم، وبالتالي تحولت كذبة صغيرة إلى ذنوب كبيرة في عقل الشاب فخرج من العلاقة وقبل أيام من الزواج.

نفس الأمر قد يكون بالعكس، يأتي الرجل للخطبة ويحاول تجميل صورته بما ليس فيه فيكذب، ومع الزمن ينكشف أنه كاذب، فهو ليس بمؤمن في دور المرأة في الأسرة كما قال، وغير مستعد للتضحية بالجهد لتحسين ظروف عائلته، وكل ذلك يأتي كالصدمة مما يجعل العلاقة تنتهي بالفشل أو على الأقل تنتهي بالصمت.

أستطيع أن أبدو أفضل رجل عرفته هذه الأرض بمبادىء خادعة، لكنني بالتالي أحكم على نفسي بالحزن مع كل علاقة أدخلها فيظهر شخصي الحقيقي، وبعض الأحيان نحن نكذب بأمور نظنها صغيرة لكنها كبيرة جداً بالنسبة للأخر مما تتكفل بإنهاء كل شيء.

ومثال على ذلك، فأنا أعرف شاباً يشترط بينه وبين نفسه بأن تكون زوجته محبة للقراءة لأنه يعتقد وأنا أوافقه بأن هذا ينعكس على شخصية أبنائه، هو تعرف على فتاة حسب قوله "مثالية" وادعت بأنها تقرأ، بعد مضي أسابيع من تطور علاقتهما وصفت القراءة "بالمملة والسخيفة" وأنها لم تقرأ في حياتها سوى كتب المدرسة!...الأمر بالنسبة لها كان عادياً لكنه بالنسبة له كان قاتلاً فكذبة واحدة بعض الأحيان تكفي.

ببساطة الموضوع واضح، لو كنت ترى بشخص شريكاً محتملا فحاول الصدق قدر المستطاع، فهل يرضيك أن تمثل كي يعجب بشخص أخر رسمته أنت وهو ليس أنت؟.. وهل أفضل أن تخسره ويراك بعد ذلك كاذباً؟..فربما أعجب بك رغم عيوبك ورغم أخطائك...وأذكر هنا قولا قرأته قبل فترة لكوليت خوري " أريد رجلا يحبني وهو يعلم أن الكثيرات أجمل مني وأذكى مني .. رجلا يحبني لأن روحي امتزجت وروحه , ولأن أفكاري طابقت أفكاره... ولا أريد .. لا أريد رجلا يحبني لأنه بعد وضعي بالميزان اكتشف أنني أحسن من غيري !".

ببساطة الفكرة .. أنت تكذب فأنت تخسر الشريك إما كليا أو معنويا في النهاية، بالتالي لا تغامر بالخسارة المطلقة فربما جاء من يحبك وهو يعلم بأن هناك من أفضل منك!....وبنفس الوقت لو كذبت بشيء في البداية فإنني أعتقد جازماً بأن الاعتراف به أفضل من أن ينكشف!
هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق