اكتئاب المناخ.. ظاهرة أم مرض؟




حتى وقت قريب، لم يكن يصدق العلماء أن الإنسان يتأثر بالتغيرات المناخية والتي تختلف باختلاف الفصول، ولم يكن هناك دلائل علمية تشير إلى أن الإنسان يتأثر بطول
النهار أو قصره كما تفعل بقية الثدييات، وفي عام 1980 أوضح Dr. A.J.Lewy الطبيب في المعهد الدولي للصحة العقلية بولاية ميريلاند الأمريكية أن فسيولوجيا الإنسان (وظائف الأعضاء) تتأثر بالضوء، وأن شدته تؤثر على انبعاث هرمون الميلاتونين Metatonin من الغدة الصنوبرية pineal Gland، وأوضح أيضًا أن سبب اكتئاب الشتاء هو قلة الضوء المعرّض له الإنسان، وقصر طول النهار من حوله.

أثار هذا البحث - والذي نشر في مجلة العلوم الدولية - المهندس Herbert kem والذي كان يشعر بالاكتئاب في فصل الشتاء من كل عام وخاصة وقت نزول المطر، واستنتج من هذا البحث أنه طالما كان اكتئاب الشتاء بسبب قلة ضوء النهار؛ فإنه من الممكن أيضًا أن يتم علاج الإنسان من هذا المرض باستخدام الضوء، وتحمس الدكتور Lewy لهذه الفكرة وبدأ علاج "كيرن" علاجًا ضوئيًّا حيث عرضه لضوء اصطناعي ساعة في الصباح وأخرى في المساء يوميًّا لفترة طويلة حتى بدأت الاضطرابات النفسية لكيرن تقل إلى حد كبير، نجحت التجربة وأطلق Dr.Lewy على هذا المرض النفسي الاضطرابات الموسمية (SAD) Season Affective Disorder ، والمعروف أيضًا بالشتاء الأزرق Winter blues أو SAD Syndrome، وعُرّف علميًّا بأنه نوع من الاكتئاب له علاقة بالتغيرات الموسمية المختلفة، وأشهر أنواعه هو اكتئاب الشتاء والذي يبدأ غالبًا في آخر الخريف وبداية الشتاء وينتهي بدخول الربيع والصيف، وقد يرتبط المرض بظاهرة مناخية بعينها مثل نزول المطر، أو العواصف والرياح، كما أن هناك نوعًا آخر من الاكتئاب أقل نسبة وشهرة ألا وهو اكتئاب الصيف.

وتُعَدّ نسبة اكتئاب الشتاء في أمريكا من 4% إلى 6%، ويعاني ما يقرب من 10% إلى 20% من أعرض المرض المخففة، كما ثبت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث تتضاعف نسبة إصابتهن عن الرجل بأكثر من أربع مرات، وتزيد أعراض المرض في أيام الدورة الشهرية.

والمرض له علاقة طردية بتقدم العمر، وليس هذا معناه أنه لا يصيب الصغار، بل رُصِدت حالات عديدة بين الأطفال تحت العاشرة وعند سن البلوغ، ومن الطبيعي أن يزيد المرض كلما اتجهنا إلى الشمال، فهو مضاعف سبع مرات في واشنطن بالمقارنة بفلوريدا.

أعراض الظاهرة :-

قد تختلف بعض الأعراض من شخص لآخر إلا أن أعراضه الغالبة عادة ما تكون:

* الإحساس الشديد بالكسل وقلة النشاط.

* الإرهاق.

* صعوبة القدرة على التركيز.

* الميل الدائم للنعاس.

* الميل للنشويات والحلويات، وبالتالي زيادة في الوزن.

* ثقل في اليدين والقدمين.

* الإحساس بالدوران.

* ميل للعزلة والبعد عن المجتمعات. 

يفسّر العلماء ذلك طبيًّا بأن قلة الضوء تسبب نقص السيرتونينSerotonin ، وهو المادة الكيماوية المسؤولة عن الحالة المزاجية للشخص، كما أنها تزيد من إفراز هرمون الميلاتونين Melationin، وهو المادة الكيماوية المسؤولة عن ضبط ساعة النوم فيشعر المريض بالنعاس.

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق