ووفقا لما نشرته صحيفة "حرييت" التركية، الأربعاء، فإن مأساة خبيرة السياحة سونى أوزتورك (41 عاما) بدأت بعد أن خضعت لعملية تبييض الأسنان في عيادة خاصة بمقاطعة أنطاليا الجنوبية في 25 يناير.
واستبدل طبيب الأسنان 20 سنا من أسنان السيدة بأخرى من تاج الزركونيوم المستخدم في طب الأسنان، بينما كانت المريضة تشتكي من ألم أسنانها.
وبعد أن أصبح الألم لا يطاق في غضون أيام قليلة، عادت أوزتورك (وهي أم لطفلين) إلى طبيب الأسنان الذي أزال 3 أسنان أخرى بعد الحصول على موافقة خطية منها.
لكن الألم لم يتوقف في الأيام التالية، واستمرت السيدة في زيارة الطبيب، مما أدى في النهاية إلى فقدانها 32 سنا.
ولكن حتى بعد فقدانها جميع أسنانها، قالت أوزتورك: "الألم الذي لا يطاق مستمر".
وشخّص جراح أعصاب حالة أوزتورك، قائلا إنها تعاني من ألم عصب ثلاثي التوائم، وهو اضطراب مزمن يؤثر على العصب المسؤول عن الإحساس في الوجه والوظائف الحركية مثل العض والمضغ.
وخضعت أوزتورك لعملية جراحية أخرى، لكن هذه المرة في جامعة "أكدينيز"، حيث أزالت العصب ثلاثي التوائم، إلا أن الألم ظلّ مستمرا، كما قالت.
وأضافت أوزتورك: "جربت 10 أدوية مختلفة وصفها الأطباء. لا أستطيع التحدث أو تحريك فمي. ليس بمقدوري أن آكل بشكل صحيح، باستثناء الحساء والسوائل الأخرى. فقدت 34 كيلوغراما من وزني".
وتفكر أوزتورك الآن الذهاب إلى بلد أوروبي يسمح بالانتحار أو ما يعرف بـ"الموت الرحيم"، إذا لم توقف أيضا أحدث الأدوية التي تختبرها الألم الذي تعاني منه باستمرار.
وتابعت: "هولندا وبلجيكا تتيحان حقوق الموت الرحيم. أريد أن أموت بدلا من تحمل هذا الألم".
وأشار رئيس جمعية أخلاقيات الطب في تركيا أسيغول دميرهان إردمير إلى أن القوانين التركية لا تسمح بالموت الرحيم.
وقال إردمير: "هذا يعتبر جريمة قتل في تركيا"، مؤكدا أن العصب ثلاثي التوائم يمكن أن يسبب الألم الشديد، ولكن "يجب تجربة جميع الأدوية".
من جانبه أكد البروفيسور سيبل تشاكر، من قسم الطب النفسي بجامعة إسطنبول، أن الألم الشديد يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وحتى إثارة أفكار الانتحار، قائلا: "يجب على المريض في هذه الحالة طلب المساعدة من طبيب نفسي أيضا".