طفلك المعاق: كيف تعلمه تكوين الصداقات؟



علاء علي عبد- رغم أن تعليم طفلك الذي يعاني من صعوبات التعلم كيفية تكوين
الصداقات قد لا يكون من ضمن أولوياتك؛ حيث إن أهم شيء يمكن التفكير به بعد سبل تقديم العلاج له هو إلحاقه بالتعليم المناسب لتنمية قدراته، إلا أن الاهتمام بمسألة تعليم الطفل على كيفية تقوية علاقاته الاجتماعية وبناء الصداقات، يمكن أن يؤثر وبشكل واضح على نجاحه في الحياة بشكل عام.
علما أن وجود صداقات متينة للطفل يسهم بتعزيز ثقته بنفسه وشعوره بالانتماء للبيئة المحيطة به، حسبما ذكر موقع "About". وللتعرف على أهم الطرق التي تكسب الطفل الصداقات، يمكن اتباع الخطوات الآتية:
- الحرص على المشاركة بالنشاطات الدراسية: مع الأسف، فإن الكثير من الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يتجاهلون الاشتراك بالنشاطات الإضافية التي تقدمها المدرسة أو يتطلبها المنهاج الدراسي، وهذا التجاهل يؤدي إلى فقدانهم الكثير من الفرص المهمة للتواصل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية بينهم. لذا فمن الضروري جدا بالنسبة للوالدين القيام باختيار المدرسة المناسبة لطفلهم والتي تعمل على دمجه بالكثير من النشاطات، وتشجيع الطفل على الانخراط بها من أجل أن يعرف قدراته ومكامن القوة لديه، هذه المعرفة التي ستساعده مستقبلا على الاستفادة من قدراته بالشكل الصحيح.
- تشجيع الاشتراك بالنشاطات خارج المدرسة: الأمر نفسه الذي ذكرته بخصوص النشاطات المدرسية ينطبق أيضا على النشاطات الاجتماعية الخارجية والتي يجب على الوالدين التشجيع عليها أيضا. فمن خلال هذا التشجيع سيشعر الطفل، وإن كان من الأطفال الخجولين أو المترددين، بأن لديه القدرة على التعامل مع العالم الخارجي والاندماج معهم بشكل سيسهم مستقبلا بصقل شخصيته في المدرسة وخارجها. وهذا الأمر سيسمح للأطفال السليمين برؤية طفلك وهو يمارس حياته الطبيعية خارج المدرسة وبالتالي تقل النظرة لديهم بأنه مجرد زميل يعاني من إعاقة ما.
- تعليم الطفل على بناء الصداقات بخطوات مبسطة: قم بتعليم طفلك المهارات الاجتماعية اللازمة لتكوين الصداقات، وذلك بخطوات مبسطة وسهلة بالنسبة له. قد يجد طفلك صعوبة في هضم تلك المهارات الاجتماعية، خصوصا وأن الكثير من الأطفال أصحاب الإعاقة يشعرون بنوع من الرهبة تجاه التواصل مع الآخرين وصعوبة المبادرة للتعرف عليهم. لذا فإن المطلوب من الوالدين تشجيع الطفل على القيام بالنشاطات الاجتماعية مهما كانت بسيطة؛ كأن يطالبوه بالابتسام بوجه طفل واحد على الأقل يوميا، وقول كلمة "مرحبا" على سبيل المثال. مثل هذه النشاطات الاجتماعية البسيطة يمكن أن تعمل على تخفيف 
الكثير من الرهبة الموجودة لدى الطفل تجاه التعامل مع الآخرين. وعند نهاية اليوم، حاول التحدث مع طفلك عن يومه وعن عدد الأطفال الذين قام بالتواصل معهم بشكل أو بآخر.
- التدريب عبر السيناريوهات المسبقة: يحتاج بناء الصداقات لبذل المزيد من الجهد عندما يتعلق الأمر بذوي الإعاقات، لكن مع التدريب المناسب يمكن أن تقل حدة هذا الجهد إلى حد كبير. ولعل أفضل طرق التدريب هي أن تمنح الطفل تصورا عاما عن الأحداث التي قد تصادفه، ويتم هذا من خلال لعب سيناريو تعده مسبقا تكون أنت البادئ في الصداقة وفي مرة أخرى يكون الطفل هو البادئ. ومن خلال تعامله معك سيمكنك ملاحظة نقاط الضعف لدى الطفل وبالتالي مساعدته على تجاوزها.
- تعليم الطفل على الألعاب الشائعة في المدرسة: تمارس المدارس في نشاطاتها عدد من الألعاب والتي من شأنها دمج الأطفال ببعضهم بعضا، لذا فمن المناسب أن تقوم بتعليم طفلك على مثل هذه الألعاب بحيث لا يمتنع عن المشاركة بها، كونها تعد من الوسائل المهمة له للاندماج وتكوين الصداقات مع باقي
الأطفال. رغم ضرورة تعلم الطفل على القراءة والكتابة والعد، إلا أن إتقانه الألعاب أيضا يسهم وبشكل كبير ببناء شخصيته وتشجيعه على أنه يكون متواصلا مع البيئة المحيطة به.

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق