مضادات الأكسدة في الوقاية من مضاعفات السكري


صيدلاني ابراهيم علي ابورمان - مضادات الأكسدة الموجودة طبيعيا في الطعام يمكن ان تساهم في ضبط السكر في الدم بالاضافة الى فائدتها الرئيسية في ابطال مفعول الجذور الحرة المسببة للامراض. وتضم مضادات الاكسدة عددا من الفيتامينات والانزيمات منها البيتا كاروتين والكاروتينويدات الاخرى وفيتامين ج وفيتامين هـ وحامض الفا ليبويك والتي تشترك جميعها في فائدتها الرئيسية في محاربة الجذور الحرة .
انتبه العلماء لدور مضادات الاكسدة عندما لاحظوا انخفاض تركيزها في الجسم لدى مرضى السكري مقارنة مع الاناس العاديين. ويعزو العلماء ذلك الى ان ارتفاع معدل السكري يؤدي الى إضعاف دفاعات الاكسدة ويصبح الجسم عرضة للامراض التي تسببها الجذور الحرة ومن اهمها امراض القلب والشرايين والسرطان ومضاعفات مرض السكري على العينين والكلى.
لاضير من تناول مضادات الاكسدة سواء كان ذلك في صورتها الطبيعية او من خلال المكملات الغذلئية، وفيما يلي بعض مضادات الاكسدة التي تفيد مرضى السكري بنوعيه الاول والثاني:
بيتا كاروتين والكاروتينويدات:
 البيتا كاروتين الذي يعطى الجزر وصفار البيض لونهما المميز كان من اوائل انواع البيتا كاروتين التي تم اكتشافها من قبل العلماء وهو يتحول في الجسم الى فيتامين ا الذي يعرف من خلال فوائده الجمة على البصر والجلد وغيرها .
 يبلغ تعداد ما اكتشفه العلماء منها اكثر من 600 نوع جميعها موجودة في الفواكه والخضار على حد سواء.
 ونقص هذه المواد لدى مرضى السكري يعرضهم للمضاعفات المرضية المصاحبة للسكري والتي تنشا من تاثير الجذور الحرة لذا فتناولها بانتظام يساعد في حماية الجسم من الجذور الحرة وبالتالي يقلل من حدوث المضاعفات.
الفيتامين ج:
 يعرف بحامض الاسكوربيك. ومرض الاسقربوط هو المرض الاكثر انتشارا عند نقص الفيتامين ج في الجسم ودور الفيتامين ج في الجسم معروف ومنها دوره في تشكيل الانسجة الرابطة مثل الكولاجين وفي تحسين المناعة وفي تخفيض معدل الكوليسترول ويساعد في سرعة التئام الجروح بالاضافة الى دوره كمضاد للاكسدة. يوجد الفيتامين ج في الحمضيات ومنها الليمون والبرتقال والجريب فروت والفراولة والكيوي والفليفلة الحمراء والخضراء.
 دور الفيتامين ج في السكري:
يساعد الانسولين في نقل الفيتامين ج الى الخلايا ويشكل ارتفاع سكر الجلوكوز عائقا امام هذه العملية وبخاصة اذا علمنا دور السكر في عملية يطلق عليها التسكر وهو ارتباط الغلوكوز بالهيموجلوبين والزلال بالاضافة الى مواد شديدة التسكر اخرى تلحق الضرر بالجسم وينجم عنه اضرار منها قصر حياة كريات الدم الحمراء وفقدان كريات الدم البيضاء المقدرة على مقاومة العدوى والجراثيم مما يعني عدم قدرتهما على القيام بدورهما الحيوي وقد اشارت الدراسات ان تناول نصف غرام الى ثلاثة غرامات من الفيتامين ج يؤدي الى وقف عملية تشكل البروتينات المتسكرة.
 الفيتامين هـ:
 يعرف ايضا بفيتامين الخصوبة او التوكوفيرول يذوب بالدهون ويخزن في الكبد ودوره مهم في مقاومة الجذور الحرة وبالتالي يمنعها من اتلاف غشاء الخلية.
يحمي الفيامين هـ البيتا كاروتين من التلف كما يعتبر حاميا للاوعية الدموية ويحد من انتاج الصفائح الدموية ويوجد بكثرة في البذور والمكسرات مثل الفستق والجوز والكاشو والبندق والسمسم واللحوم والكبد.
تاثير الفيتامين هـ على السكري:
 يعتبر الفيتامين هـ مضادا للاكسده فهو بالتالي يحد من مضاعفات السكري، ويعمل على تنظيم معدل السكر في الدم حيث لاحظ العلماء ان تناول الفيتامين هـ بمقدار 900 ملغ يوميا ادى الى تحسين مفعول الانسولين وزاد من من تقبل الجسم له. وساهم ايضا في الوقاية من اضطرابات الكلى وشبكية العين من خلال دوره كمضاد للاكسدة، مع مقاومة امراض القلب والشرايين من خلال الحد من اكسدة الكوليسترول.
حامض ألفا ليبويك
حامض ألفا ليبويك من مضادات الاكسدة الحديثة وما زالت الابحاث جارية عليها حيث لاحظ العلماء ان حامض ألفا ليبويك يعتبر عملا اساسيا في عملية التحول الغذائي حيث يساهم في تفكيك الدهون والكربوهيدرات وتحويلهاالى احماض دهنية وسكر. وبالاضافة الى دوره كمضاد للأكسدة يعمل على وقاية الجسم من الجذور الحرة الضارة .
يساعد حامص ألفا ليبويك في انتاج الغلوتثيون الذي يعتبر من اهم مضادات الاكسدة التي ينتجها الجسم ويعمل على تجديد خلايا المناعة ويمنع تحول الكوليسترول الى مادة سامة كما يعمل على ابطال مفعول المواد المسببة للسرطان.
يعتبر حامض الفا ليبويك مضاد الاكسدة الشمولي لانه يذوب في الدهون ويذوب في الماء ايضا مما يعني انه يستطيع ان يؤدي دوره داخل الخلايا وخارجها بخلاف مضادات الاكسدة الاخرى التي يحدد دورها بالمادة التي تذوب بها وهو يتواجد في السبانخ واللحوم الحمراء وفي البطاطا.
تأثير حامض ألفا ليبويك على مرضى السكري:
يعمل على التخفيف من مضاعفات السكري حيث استخدم في ألمانيا كدواء أجيز استعماله لمعالجة مضاعفات السكري ومنها تلف الأعصاب الذي يعتبر من مضاعفات السكري الطويلة الأمد، وهو يعمل على تخفيض معدل السكر حيث لوحظ تحسن معدلات ايض السكر بالدم وتجاوب خلايا الجسم مع الأنسولين.
عن الرأي
هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق