وقعت في بلدة مولاكر بولاية بادن فورتمبرغ الألمانية ظهر الجمعة 2 مارس/آذار، جريمة قتل غريبة في مجرياتها. فبعد أن قتل لاجىء سوري (41 عاماً) زوجته (37 عاماً) وفر مع أحد أطفاله، بث فيديو على الهواء مباشرة على فيسبوك ليوضح دوافعه لطعنها عدة مرات، دون أن يدري أنه قتلها.
وأعلنت الشرطة والنيابة العامة في كارلسروه عن القبض على الرجل بعد فترة قصيرة من فراره من المكان.
وبينت الجهتان في بيان أن ابنتهما القاصرة التي كانت قد ظلت في الشقة أخبرت الشرطة بوقوع الجريمة في حدود الساعة الرابعة والنصف عصراً، مشيرة إلى بحث عدد كبير من الشرطة عنه ونجاحهم في اعتقاله.
ونقلت صحيفة "بفورتزهايمر تسايتونغ" عن الشرطة تأكيدها أن الرجل قتل زوجته طعناً، ولفتت إلى أنه اعتقل في محطة القطارات.
وتحقق الشرطة حالياً لتعرف فيما إذا كان الأطفال عايشوا ارتكاب الجريمة. وسيتم تسليم الأطفال المتواجدين في شقتهم، إلى مكتب رعاية اليافعين، بحسب الشرطة.
مشاكل عائلية بين الزوجين أدت إلى وقوع الجريمة على الأرجح
وظهر المشتبه به الذي أسمى نفسه "أبو مروان" في فيديو على فيسبوك، وهو يلهث، وينزف جراء جرح في يده، وإلى جانبه ابنه الذي فر معه حافي القدمين، مقراً بطعنه لزوجته.
وقال إنه ذهب ليرى زوجته التي كان قد طلقها وانفصل عنها، كي يقوم بالتصالح معها من أجل ضم أحد أبنائه إليه ليعيش معه، لكنها طردته على حد زعمه، فضربها بالسكين 4 أو 5 ضربات في الرقبة، لكنه لا يعلم إن كانت قد ماتت، قائلاً إنه لم يصب بمكروه سوى بجرح في يده، لكنه لا يشعر بإصبعه.
وأوضح في وقت لاحق من البث أنه هرب منها عندما بدأت زوجته تصرخ وفرت لخارج المنزل، وأنه كان يحمل سكينين، إحداهما كبيرة والثانية صغيرة، وأنه لم يستعمل الكبيرة.
وطالب الرجل وابنه مشاهدي الفيديو بنشره، معتبراً ما فعله رسالة إلى كل النساء اللاتي يزعجن أزواجهن، مخاطباً إياهن "هذه نهايتكن". وأشار إلى أن عقاب جريمة القتل لن يكون الإعدام، وإنه لن يتلقى حتى "صفعة".
وأوضح أنه طلب من زوجته، التي أخذت منه 3 أطفال، أن تدع ابنه يعيش معه، لكنها رفضت وقالت إنها سلتجأ إلى مكتب رعاية اليافعين الألماني "يوغندأمت".
وقال إنه باع منزله في سوريا وجلب زوجته وطفليه لألمانيا، لكن زوجته تزوجت من رجل شيعي لبناني يُدعى "أبو حبيب".
وزعم أنها أخبرته فيما كانت في اليونان إنها تريد أن تذهب مع مهرب لبناني إلى ألمانيا، وفيما إذا كان يريد أن تذهب معه "بالحلال أو الحرام"، فقام بتطليقها وباع منزله وأرسل المال لها لكي تذهب مع طفليهما.
وزعم الرجل أنه ليس بمجرم، لكنه "عندما لا يُترك المرء ليعيش، سيتوجب عليه أن يطمر رأسه في الطين"، على حد وصفه، وأنها هي من ظلمته وليس هو. وقال إنه ينتظر منذ 3 سنوات أن ينهي هذا "اللحظة"، واصفاً وضعه بـ "نهاية رجل شجاع"، في إشارة إلى مسلسل سوري شهير.
وشتم الرجل أوروبا، جراء ما حدث معه، وقال إنه ليس خائفاً من الشرطة التي كان خلال بث الفيديو فاراً منها، لكنه يريد أن يعرف الناس قصته.
وبين أنه ذهب إلى إيطاليا ومالطا وإسبانيا، لكنه عاد لأنها كانت "إرادة الله"، على حد زعمه، لافتاً إلى أن بصماته ظهرت في إسبانيا وقاموا بإعادته إلى ألمانيا، كونها بلد الدخول إلى أوروبا.
وقال إنه ذهب إلى اليونان، لكنه لم يذهب لسوريا، مضيفاً أنه اعتبر أنه إذا ذهب إلى سوريا لن يشاهد أطفاله مجدداً.
فيما تحدث ابنه الذي كان يرافقه وبدا متعاطفاً معه، عن قول أمه له إن والده كان يشغلها في الدعارة، الأمر الذي نفاه هو ووالده. وقال الأب لابنه إنه سيسلم نفسه للشرطة، داعياً إياه إلى عدم العيش معها مهما كان، قائلاً إنه لم يقتلها لأجل الأطفال، وأنه كان يتوجب عليه قتلها، دون أن يعلم فيما يبدو أنها قُتلت.
وخرج الرجل من كراج كان فيه والدماء تغطي أرضيته، عندما جاء صاحب المكان فيما يبدو يسأله عما يفعله هناك، وبات يمشي مع ابنه، متحدثاً عن أشخاص حرضوه على القتل، قائلين له بأنه ليس برجل.
ثم قال لابنه إنه سيسلمه هاتفه ليتصل مع الجميع قائلاً إن والده "ذبح" أمه، مشيراً فيما كانت أصوات سيارات الشرطة تُسمع في خلفية المشهد، "دعنا نلعب مع الشرطة قليلاً"، مشيراً إلى أنهم يبحثون عنه.
ونقلت إحدى الصفحات المهتمة باللاجئين السوريين رواية مغايرة لما ذكره الرجل على لسان أحد الجيران، فقالت إن غالبية حديث الرجل "كذب".
ونقلت الصفحة أن الرجل كان دائماً ما يتصل بزوجته لطلب النقود وسط سيل من الشتائم، وأن الزوجة كان معها البنت الكبيرة والولد الصغير، لتتمكن لاحقاً من كسب حضانة الولد الوسط أحمد، وهو الظاهر مع والده بمقطع الفيديو.
ولأن المحكمة منحتها حق حضانته، قام الوالد بأخذ ابنه والهرب لليونان، موضحين أنه قبل هجرتهما لألمانيا وخلال تواجد الأسرة كلها بتركيا، كانت الزوجة هي التي تعمل بأحد المطاعم بينما الأب كان قليل الشغل.
وطبقاً لرواية هذا الجار، فإن الأب كان يجعل أبناءه يعملون في البيع بالطرقات، موضحاً أن جريمة القتل جاءت منه رداً على حكم المحكمة الألمانية بضم الابن إلى أمه التي تزوجت رجلاً لبنانياً سنياً وليس شيعياً.
هل اعجبك هذا الموضوع ؟
لا يوجد تعليقات حتى الأن
إرسال تعليق