اسلوب علاج اسرائيلي يوقف الكسيح على قدميه

معا- انها الة عجيبة سحرية تبدو كخيال لا يمكن تصديقها والتعويل عليها، فمن يدخل فيها مقعدا على كرسي متحرك يخرج منها سائرا على قديمه ومن يدخلها وقد استصعب لسانه النطق وكان دائم التلعثم يخرج منها بلبلا شاديا، ومن يدخلها اميا لا يكتب ولا يقرأ يخرج منها وقد كتب وقرأ.

يبدو كل ما سبق خيال وحلم لطيف وربما ذهب البعض الى وصفه بالكذب مثل آلة الزمن التي تعيد الانسان الى شبابه وتوقف شيخوخته،  لكن هذا ما حدث ويحدث في مستشفى "اساف هروفيه" الاسرائيلية، وفقا للتقرير المصور الذي بثته القناة الثانية العبرية التي وصفت مركز البحث في المستشفى المذكور بالاكبر والاهم في هذا المجال على مستوى العالم.

وقالت القناة ان 150 مريضا على مدار الساعة يتلقون العلاج في الالة التي يطلق عليها اسم "غرفة الضغط" غالبيتهم من المرضى المصابين بأمراض قاسية وصعبة الى جانب عدد من كبار رجالات الاعمال والصناعة الاسرائيليين اللذين يحضرون لتحسين قدراتهم الجسدية والعقلية عبر الخضوع للعلاج داخل غرف الضغط.

" هذا النوع من العلاج دائما يكون متوفرا للاغنياء الذين يسمحون لانفسهم بتحمل النفقات العالية جدا، لكن بعد ذلك يصبح متوفرا للجميع تماما مثل الهواتف الخلوية في بداياتها" قال البوفيسور "شاي افراتي" مدير مركز "سغول" للعلاج بالضغط.

وتعتبر "غرفة الضغط" في مستشفى "اساف هروفيه" اكبر مركز في العالم من حيث حجم ومدى البحث العلمي وعدد الاشخاص اللذين يتلقون هذا النوع من العلاج ونسبة الاشغال الكاملة.

ورغم ان "غرف الضغط" موجودة ومعروفة في عالم الطب منذ عشرات السنين، وكانت بداية بمعالجة المصابين في حوادث الغوص وتستخدم حاليا في العالم لمعالجة الجروح المفتوحة الملازمة لمرضى السكري، لكنها حققت الان انعطافة" اضاف البروفيسور "افراتي".

" الحادث الاول الذي لفت الانتباه تمثل بحضور فتاة "شابة نسبيا" تعاني مرض السكري للمعالجة من جرح اصاب قدمها، فيما عانت سابقا وضمن تاريخها الطبي من جلطة دماغية اقعدها الكرسي المتحرك الذي وصلت بواسطته المركز ودخلت به "غرفة الضغط" فخرجت وقد تعافى جرح قدمها، وقد غادرت الكرسي المتحرك ووقفت على قدميها وبدأت بالسير عليها مجددا، حينها فهمنا ان شيئا ما قد حصل لكنني لم اهتم كثيرا ووضعت القصة جانبا الى ان جاءت الحالة الثالثة من نوعها، ما جعلنا نقول ماذا يحدث هنا يجب علينا الانتباه" قال البروفيسور "افراتي".




توقف عن التلعثم الذي رافقه على مدى 25 عاما:

لم تكن هذه الحالة الاولى التي تحدث هنا فقد كانت العديد من حالات التحسن العصبي التي حدثت اثناء العلاج في غرفة الضغط،  وكان في بعض الاحيان تحسنا دراماتيكيا، فقد اتضحت امكانية حدوث امور رائعة ومفاجئة للدماغ البشري في ظل تركز عال للأوكسجين، بما يسمح بمعالجة بعض الاضرار التي تنجم في العادة عن السكتات الدماغية والحوادث التي تؤدي الى اصابات الرأس، حيث تعيد سلسلة العلاجات في غرفة الضغط الخلايا الميتة الى الحياة ومعها الوظائف التي فقدها الانسان نتيجة الاصابة.

" يبلغ الي غنيش من العمر (25 عاما) وحين كان في اشهره الخمسة الاولى من العمر، وجدته امه داخل المهد وقد ازرق بدنه بشكل كامل وهرعت به الى المستشفى حيث تم انقاذ حياته، لكن وبسبب بقاء دماغه دقائق طويلة دون اوكسجين حدث له اضرار كبيرة، ومع بلوغه العام الاول من العمر خضع لكل علاج ممكن دون ان يحدث تحسنا كبيرا عليه، وحين بدأ يتكلم في الرابعة من العمر عانى من تلعثم شديد، فتم ارساله الى مدرسة خاصة بالاطفال اللذين يعانون صعوبات في التعلم،  لكنه لم يفلح ابدا في تعلم القراءة والكتابة رغم جهود امه الكبيرة.

وبقي حتى قبل عام لا يعرف القراءة ولا الكتابة وفشل في الاندماج في المجتمع والعمل، حينها سمعت والدته بوجود غرفة الضغط في مستشفى "اساف هروفيه" فتوجهت اليها، وبعد العلاج المعروف بعلاج 40 اختفت اللعثمة" قالت الوالدة "ميرا غنيش".

وأضافت" بدأت اشعر انه بات يفهمني بشكل افضل، وبدأت اجلس معه مرات عديد لتعليمه القراءة والكتابة، وكانت صدمتي حين كان يفهمني بعد ان اشرح الموضوع مرة او مرتين فقط لقد بدا يتعلم".

ونقلت القناة الثانية عن المريض نفسه قوله" شعرت ان شيئا ما قد ترتب في دماغي فقد اصبحت اكثر اصغاء وادراكا".
هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق