رحلة مضنية لفتاة تنزانية من أجل تلقي تعليمها



تصر الطفلة التنزانية سيلفيا، والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات، على تلقي تعليمها، مما يدفعها إلى المشي لمدة ساعة ونصف بمفردها كل يوم للوصول إلى مدرستها. سلفيا من أسرة فقيرة لا تستطيع شراء حذاء مناسب لها للمشي مسافات طويلة، أو حتى ملابس جيدة تذهب بها إلى المدرسة. على الرغم من كل ذلك، تعد سيلفيا محظوظة بالقياس إلى نظيراتها في أفريقيا، حيث يقدر أن ثمة نحو تسعة وعشرين مليون طفل في أفريقيا في سن الدراسة لا يتلقون تعليماً.

ينظر زوج أم سيلفيا إلى تعليمها كعبء مادي، بينما ترى سيلفيا أن ذهابها إلى المدرسة سيفيد الأسرة على المدى الطويل. تقول سيلفيا معلقة: "أريد أن أصبح معلمة، وذلك لأنني احترم المعلمين بمدرستي وأرى أن ذهابي للمدرسة سوف يعطيني فرصة لحياة أفضل." 

تذهب سيلفيا إلى المدرسة في بعض الأوقات مع صديقتها رادهيا، ولكن هذا ممكن فقط عندما تكون صديقتها في أجازة، حيث ترتاد هي مدرسة تقع في الطريق المعاكس لمدرسة سيلفيا. يصعب على الأطفال الذهاب إلى المدرسة في مجموعات، حيث تقسم المدارس تلامذتها بين دوامين مختلفين خلال النهار وخلال العصر. تقول رادهيا: "نحن ندرك أهمية التعليم الجيد في تشكيل مستقبلنا، وحتى نستطيع أن نعول أنفسنا وعائلاتنا، وحتى نتجنب مواجهة حياة الفقر والمعاناة التي نعاني منها الآن".

بعد تخطيها كل هذه المخاطر في طريقها إلى المدرسة، تمر سيلفيا بطريق محفوف بالأشجار قبل وصولها إلى مدرستها. ويجب عليها القيام بالرحلة نفسها في طريق العودة إلى منزلها بعد الأنتهاء من اليوم الدراسي. تقول سيلفيا معلقة: "انا أشعر بالخوف في الطريق، وعلى الرغم من عدم استمتاعي بالرحلة، فإني مستعدة للقيام بما يتطلبه الأمر كي أتلقى تعليماً جيداً".

(الصور مهداة من منظمة Plan الدولية ومن المصور جايمس ستون. تم استخدام اسماء مستعارة للفتيات حرصا على سلامتهن).
هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق