ما هي المقامة؟

للمقامة عدة معان عرفها العرب قبل أن تشتهر نعتا لهذا الفن .
فالمقامة : هي المجلس , والمقامة : الخطبة والحديث يقولهما الناس في مجالسهم ، ثم استخدمها بديع الزمان بمعنى المجلس المخصص للوعظ والدرس والمحاضرة . فهو أول من أعطى اللفظة هذا المعنى المجازي الفني , والذي يدل على الحديث الذي يلقى على الناس . وربما سبقه ابن دريد في هذا المعنى , لكن لم ينسب إليه .
وأول من كتب المقامات بهذا الفن الخاص بديع الزمان الهمذاني المتوفى 398هـ . وقد أخذت مجالسه قالب الحكايات الطريفة المجموعة . واختار لها راوية اسمه عيسى بن هشام كراوية الأخبار عن العرب واختار لمقاماته بطلا بارعا في الكُدْية هو أبو الفتح السكندري , ولا يتغير في المقامات كلها . وكانت غاية بديع الزمان تعليمية …. لكن المؤلفين بعده أهملوا هذه الغاية , واكتفوا بتقليده في سرد الحكايات سردا مصنوعا من غير هدف … وشاع فن المقامات وكان أفضل من حذا حذو الهمذاني أبو محمد الحريري الذي اتخذ الحارث بن همام راوية لمقاماته وأبا زيد السروجي بطلا لها ……….وبفضل بديع الزمان خرجت المقامات من أفق الأرض العربية, وأول الأمم التي قلدته الفرس , ثم انتقل إلى الغرب وكتبوا على نهجه قصص الشطار الإسبانية .
هل اعجبك هذا الموضوع ؟

لا يوجد تعليقات حتى الأن

إرسال تعليق